هيكلٌ من شعاعٍ وظل: ابن نزار الدمشقي - موقع أدب عربي -->
موقع أدب عربي موقع أدب عربي

جديد الموقع

هيكلٌ من شعاعٍ وظل: ابن نزار الدمشقي


مفتونةٌ هي كمثلي بعيونِها يا صديقتي مُعجَبةٌ مُعجِبة
مُفتنَّةٌ بابتسامتِها
تفورُ كأرومةِ الينبوعِ في قعرِ بُحيرةِ فُراتٍ سلسبيل
لا تفتأ تنضحُ بنميرِها الصَّافي الزُّلال ,
كأنَّما تدعو ناظِرَها يرشُفَ من ذاك النَّمير.
مُتهالِكةٌ مُتمالِكةٌ في خطوِها و تعثُّرِها ,
فكأنَّما تتعمَّدُ ذلك تعمُّدَ غلامٍ شقيٍّ يقصدُ جذب انتباهكِ إذ رآكِ تشَّاغلينَ عنه,
فإن رأيتِها من مكانٍ بعيدٍ لامَسَ نورُ وجهِها شغافَ قلبِكْ ,
حتَّى إذا حلَّتْ قريباً منعتكِ شُغلاً أو تشاغلاً ,
فانصرفتِ مُنصاعةً مُنقادةً بغيرِ إرادةٍ منكِ ولا عزيمةٍ ولا إدراك
تتجسَّسين موضِعَ قُبُلاتٍ كأنَّما ترسمُها بشفاههِا على وجنتيك,
أو تُحاوِلينَ استردادَ بعضِ ما سرقتهُ من نظراتِ الحُشودْ ...

ترينَها ,,, فما ترينَ لوحةً رَسَمَها مُبدِعٌ بريشةٍ و يراعْ
وإنَّما هيكلٌ قد صاغَه بديعٌ من ظلٍّ وشُعاعْ.

ولكنْ ...
لن تعرِفي صفتي هذه فيها لو رأيتِها ,
فقد تركها ألمُ البِعادِ وكيُّ النَّوى طريحةَ دارِها ,
فما أظنُّ المِرآة رأتها بعدي ,
ولستُ أحسبُ قلمَ المكياجِ قبَّلَ ثغرَها ببُعدي...
فوارحمتا للعاشِقِ المكلومِ كيفَ تشجُبُهُ آلةُ الجمال !
و كيف تسحبُ منهُ يدُ الشُّرودِ شَطرَ الخِلالْ !

عن الكاتب

Adab Multzem

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

موقع أدب عربي